رمضان غيرني

لماذا (غيرني رمضان)؟
لقد غيرني رمضان؛ لأنه شهر نزول الرحمات والبركات فالرحمة
تشمل الناس كلهم فكيف لا تشملني!
ونفحات المغفرة تحيط بالعباد جلهم فكيف لا تحيط بي، لقد
أيقنت أني محروم إن لم تدركني تلك الرحمة، وعلمت أني سابقي في
شقاء إن لم أتعرض لتلك النفحات.
جاء في سنن الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول االله  :
«رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ، ورغم أنف رجل
دخل عليه رمضان، ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل
أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة».
أف للذنوب ما أثقلها على أصحاهبا، وما أشد وطئها على من
عجز أن يتخلص منها:
رأيــت الــذنوب تميــت القلــوب
                            وقــد يــورث الــذل إدماهنــا
وتــرك الــذنوب حيــاة القلــوب
                            وخـــير لنفســـك عصـــياهنا

لقد أيقنت أنه آن لي أن أجدد التوبة هذه الأيام، وأعمل
لإصلاح شأني وعلاقتي مع ربي، ومراجعة حالي مع سائر الطاعات،
إن هذا الشهر الكريم فرصة للتزود من القربات لكثرة العاملين،
وللأجواء الإيمانية المشجعة للعمل الصالح، فلذا عزمت على أن
يكون رمضان بداية الانطلاقة للجد في الطاعات والتزود منها
لداري الحقيقية ومصيري الأبدي؟
(رمضان غيرني) نعم
فأصبحت من المصلين، والمؤدين لها في جماعة المسجد بعد أن
كنت هاجراً لها.
كم كانت رحمة االله بي يوم أمهلني حين كنت تاركاً لها مفرطاً
في أدائها ليأتي رمضان ويبلغني االله برحمته هذا الشهر، فأحافظ عليها
وأكون من أهلها، كيف وهي عمود الإسلام، وأعظم أركانه بعد
الشهادتين.
لقد كان رمضان فاتحة خير لي مع هذا الفرض العظيم، وكانت
الصور التي أراها أعظم حافز لي، فهاهي المساجد ممتلئة بالمصلين
كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، كم هي المناظر الجملية هبؤلاء الركع
السجود.
لقد كانت الصلاة ثقيلة عليّ لا أحافظ على فروضها كل يوم،
وكنت كثير النوم عن صلاة الفجر والعصر مع ما جاء من التحذير
في تركها مع الجماعة، حتى همّ النبي عليه الصلاة والسلام بتحريق
بيوت المتخلفين عنها، فقد جاء في صحيح مسلم رحمه االله من حديث أبي هريرة  أنه قال: قال رسول االله » :إن أثقل صلاة
على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيها
لأتوهما ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر
رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب
إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرّق عليهم بيوهتم بالنار».
لقد بلغني من شدة حرص النبي عليه الصلاة والسلام على أمته
في أن يشهدوها أنه كان يقول في كثير من الأحيان في صلاة
الفجر: «أشاهد فلان»؟ قالوا: لا، قال: «أشاهد فلان؟» قالوا: لا.
قال: «إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين، ولو
تعلمون ما فيها لأتيتموهما ولو حبواً على الركب» [صحيح
الترغيب برقم ٤١٩ حسن لغيره].
فانظر – يا من هو حاله كحالي – كيف نعرض أنفسنا
للعقوبة بترك هذه الفريضة، إن فريضة الصلاة كرامة من االله
للمؤمنين، فبها تكفر الذنوب، وبسببها ترفع الدرجات، وهي
السبب الأعظم لرضا االله عن عبده، وأعظم معين له في هذه الحياة،
ألم يقل االله في كتابه وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ] البقرة:٤٥ .[
ومن فضل االله على العباد أيضا في هذه العبادة أن شرع لها
نوافلًا، فجعل منها صلاة لليل – وهي أعظمها – وصلاة للنهار،
وأوصي عليه الصلاة والسلام أمته بالإكثار من نافلتها وجعلها
أفضل الأعمال فقال: «استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن من
أفضل أعمالكم الصلاة » صحيح ابن ماجه.

كتبه  عادل عبدالعزيز المحلاوي

رمضان غيرني رمضان غيرني بواسطة قلافد في 6/12/2018 02:57:00 ص تقييم: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.